تذكر
كتب الأدب بأن الشاعر أبو الطيب المتنبي أصيب بحمى وقد رجح الأطباء أن هذه
الحمى ألمت به من اصابته بمرض الملاريا. وقد ذكر المتنبي في هذا المرض
الذي أصابه شعرا جميلا أخذنا منه هذه الأبيات التي يصف فيها حالته التي مر
بها وقال:
1- أَقَمتُ بِأَرضِ مِصرَ فَلا وَرائي**** تَخُبُّ بِيَ المَطِيُّ وَلا أَمامي
2- وَمَلَّنِيَ الفِــــراشُ وَكانَ جَنبي**** يَمَـــلُّ لِقاءَهُ فـــي كُلِّ عــامِ
3- قَليــــلٌ عائِدي سَقِـــمٌ فُـــؤادي**** كَثيرٌ حاسِدي صَعبٌ مَرامي
4- عَليـــلُ الجِسـمِ مُمتَنِعُ القِيـــامِ*****شَديدُ السُكرِ مِن غَيرِ المُدامِ
5- وَزائِرَتي كَــأَنَّ بِهـــا حَيــــاءً*****فَلَيسَ تَزورُ إِلّا فــي الظَلامِ
6- بَذَلتُ لَها المَطارِفَ وَالحَـشايا*****فَعافَتها وَباتَت في عِظامــي
7- يَضيقُ الجِلدُ عَن نَفسي وَعَنها*****فَتوسِعُهُ بِأَنـــواعِ السِــــــقامِ
8- إِذا مــــا فارَقَتنــــي غَسَّـــلَتني****كَأَنّا عاكِفــــانِ عَلى حَـــرامِ
9- كَأَنَّ الصُــــبحَ يَطرُدُها فَتَجري****مَدامِعُــها بِأَربَعَــةٍ سِجــــــامِ
10- أُراقِبُ وَقتَـــــها مِن غَيرِ شَوقٍ****مُراقَبَةَ المَشــــوقِ المُسـتَهامِ
11- وَيَصدُقُ وَعدُها وَالصِــدقُ شَرٌّ****إِذا أَلقاكَ في الكُــرَبِ العِظامِ
12- أَبِنتَ الدَهـــرِ عِندي كُـــلُّ بِنتٍ****فَكَيفَ وَصَلتِ أَنتِ مِنَ الزِحامِ
13- جَرَحتِ مُجَـــرَّحاً لَم يَبقَ فيـــهِ****مَكــانٌ لِلسُيوفِ وَلا السِهـــامِ
14- أَلا يا لَيتَ شَعـــرَ يَدي أَتُمــسي****تَصَرَّفُ في عِنانٍ أَو زِمــــامِ